الوطن يتقطع
كم يُحزِنني عندما اسمع بنبأ اغتيال إحدى
الكفاءات من أبناء دولة جنوب السودان !!
فهل من أحدٍ يغتال عقول وطنه وشعبهِ !! من يفعلُ ذلك إنما يمارس قمة الإجرام ِ والحقد . كم من السنين يحتاج الإنسان وهو يدرس ويبحثُ ويعمل حتى تتكوّن لديه الخبرة الكبيرة ويصبحُ
كادرا من كوادر وطنهِ وشعبهِ ثم يأتي شخصٌ جاهلٌ وأميٌّ ليضع نهاية لكل ذلك بأقل من ثانية !!.. وهذا لا يختلف كثيرا من المسئول الذي يُهمِّش افضل الكوادر في مؤسسته او وطنه ويقصيهم وهم اصحاب ِّ
خبره وعطاء بسبب القبيلة او الانتماء السياسي !!.
النوعان مجرمان .
ان مشكلة جنوب
السودان تتلخص في كثرة مجرميها
اقصد مسئوليها (كل واحد عاوز يكون بينج ) !! فالمجرم لا يفكّر بمصلحة وطن ، والمسئول الذي
يدفعه سلوكه للكيد والمحسوبيات والازدواجية هو أيضا لا يُفكّر بمصلحة وطن !! حتي ولوالقي مائة خطاب كل يوم امام الشعب وتغني بحبِّ الوطن .. ولكن
حينما تكون أفعالهُ تخالف ذلك فهو مجرم ... فالمسألة
ليست بالخطابات ولا بالكلام وإنما بالأفعال !! فما فائدة الكلام إن كان
الفعل نقيضا له ؟؟ هذا يصبحُ نفاقا !! ومصيبة جنوب السودان انها كانت دوما
مليئة بالمنافقين الذين يتبوأ أحدهم موقع المسئولية سنينا وعقودا ومن خلال
النفوذ والسلطة يصبح مليونيرا هو وأبنائه. ولا يفكر برهة ماذا فعل ( يفعل)
لهذا الوطن ؟
الدولة
هي مؤسسات ، والمؤسسات هي المعايير والأنظمة والقواعد
والقوانين و الواجبات مقابل الحقوق، وكلّ هذه يجب يرقى لمستوى الاحترام
والالتزام بها وتطبيقها بأمانة وضميرٍ وأخلاق دون تمييزٍ ومحاباة (قبلبية)،
وإلا لا نكون أمام مؤسسات وبالتالي لا نكون أمام دولة ، ولا نكون أمام
مسئولين مؤهلين لقيادة مؤسسات دولة
من
يتمتّع فعليا بمسئولية وضمير وغيرة وطنية ، لا يحابي بعض الأشخاص ويمييزهم
عن الآخرين ويستثنائهم من كل المعايير والأنظمة !! من لديه
النيّة الصادقة لبناء مؤسسات دولة لا تحكم عقليته القبيلية و المحسوبيات والعلاقات الخاصّة !! من يريد
العدالة وتكافؤ الفُرَص لا يضع في مؤسستهِ مراسيم عنصرية تميِّز
بين الزميل وزميلهِ على أساس الدعم والمحسوبية والواسطة ِو
القبيلة
كم
من الأسئلة التي اطرحها عن ماهية المعايير لتنصيب هذا الشخص أو لتفضيل هذا
الشخص أو لاختيار هذا الشخص أو للإبقاء على هذا الشخص زمنا طويلا ببعض
المناصب ، وكأن المناصب بالدولة تخصخصت لفيئة خاصة من
الناس
كم
من الأسئلة ا طرحها عن سر تعيين شخص لم يحمل الشهادة الثانوية في أهم
موقعٍ بإحدى المؤسسات ويصبح فيها الآمر والناهي !!. بينما
أصحاب الخبرة والكفاءة والشهادات العليا جالسين في بيوتهم !! لا يوجد
تفسير لهكذا ظواهر سوى أن من يفعل ذلك لا تهمّه مصلحة وطن ، تماما كما ذاك
الذي يغتال الكفاءات لأنه لا يفهم بمصلحة الوطن .
اتساءل : كيف في ظل أي مسئول لا يفهم إلا بالقبلية والمحسوبيات ويغيب لديه
مبدأ تكافؤ الفرص ويمارس الظلم بأقبح أشكاله ، ولا أحد يستطيع
أن يفعل شيئا ، والكل يقف عاجزا عن تصحيح الخلل ، تكون شكل ونوع دولتنا
الوليده ؟
اتساءل : كيف سيكون دولة المجرم الذي يغتال الكفاءات ويدمّر البنى التحتية
ويسرق ثروات الوطن
!!.. ويقول أنه يفعل ما يفعله من أجل الوطن ؟
ليرحم الله
دولة جنوب السودان الوليدة وليساعد
الشرفاء من ابناء هذا الوطن لأنهم يتقطّعون وهم يرون الوطن الوليد يتقطّع وليس بيدهم حيلة ولا قوّة
Comments
Post a Comment