المدارس الكاثوليكية
التعليم
هو واحد من أهم الطرق التي تستخدمها الكنيسة في بناء مجتمع المؤمنين، لذا يمكن القول بان
المدارس الكاثوليكية كنزٌ لا يقدر بثمن باعتبارها أداة لا غنى عنها للحفاظ على
الهوية الكاثوليكية وتعزيزها باستمرار.
فكيف
تعرف المدرسة الكاثوليكية بانها تحقق مهمتها، وما هي الركائز التي تساعد على تحديد
وتوضيح وتعزيز فعاليتها في خدمة المسيح والكنيسة . دعونا نركز هنا على خمس ركائز أساسية للتعليم
في المدارس الكاثوليكية :
1. إعلان
الحياة المسيحية: المدرسة الكاثوليكية تمتلك الحق في
إعلان الحياة المسيحية والعيش فيها، وبهذا فإنها تمنح المؤمنين بالمسيح فرصة للنمو
ودمج الإيمان والعقل ولعيش حياة الكنيسة أيضاً، أما بالنسبة لغير المؤمنين فهي
فرصة للتعرف على رسالة الإنجيل وعلى التفكير فيها بشكل أفضل،فمن الظلم أن نطالب
المدارس الكاثوليكية باتخاذ نهجاً محايداً في تعليمها فتكون بذلك غير قادرة على
تعزيز الحياة المسيحية، في حين لا تزال تحترم حرية الآخر، فالطالب الذي قرر الذهاب
إلى هذه المدارس يدرك مسبقاً أنها مدارس مسيحية ذات هوية كاثوليكية.
2. مؤسسة
خيرية: على
المجتمع المدرسي أن يكون شاهداً لمؤسسته الخيرية، الأمر الذي يجعل القيم التي
ينقلها التعليم ذات مصداقية عالية، فيكون المجتمع المدرسي المسيحي المشبع بهذه
المؤسسة الخيرية هو في حد ذاته أفضل وسيلة للخدمة الرعوية.
3. التطوير
المستمر للمعلم: تطوير المعلم سواء كان في أساليب التدريس أو في النمو الروحي
ليس مضيعة للوقت أو الجهد فهذه العملية تمنح المعلم والإدارة معًا القدرة على
المشاركة في الحوار مع المجتمع المحلي والمدارس الحكومية بشكل فعال من أجل خلق
مجتمع يقوم على القيم المشتركة واحترام التنوع الثقافي والديني.
4. العمل
مع الكنيسة: على
المدرسة أن تعمل جنبًا إلى جنب مع الرعية بحيث تساعد كلاً منهما الأخرى على القيام
بدورها دون أن تُفرض مسؤوليات إحداهما على الأخرى، أضف إلى ذلك أن من واجب المدرسة
أن تكون شاهداً سواء داخل الفصل أو حتى خارجها بحيث تكون مثالاً حيًا لواقع
المجتمع الكنسي.
5. العناية
الإلهية: تحتاج
المدارس إلى تعميق معرفتها بما يجري في المجتمع من جميع جوانبه أكانت إيجابية أم
سلبية، ومع إدراك التغيرات التي تحدث في هذا العصر نجد بأن المدارس الكاثوليكية
دائمًا في طليعة التعامل مع التحديات الجديدة التي يجب أن يواجهها العالم، نجدها
تنبض بالحياة المشبعة بالأمل المسيحي لا بالتشاؤم، ومنبع ذلك هو الإيمان الراسخ
بالعناية الإلهية المفعمة بالحب، على الرغم من الإرادة الحرة للناس، لذلك كان لابد
من الحفاظ على هذا الإيمان وترجمته إلى عمل في التعليم سعياً نحو تجديد حقيقي
للمشهد الاجتماعي.
علينا
أن ندرك أن التعليم الكاثوليكي يجب أن يكون تعليماً حقيقياً يطور إمكانات الشخص
بشكل متكامل وفقًا لمعايير عالية من التميز الفكري والأخلاقي والجسدي، نحن نتقاسم
المسؤولية في تعليم أطفالنا وشبابنا أن يكونوا تلاميذاً للمسيح، هذا هو جوهر
التعليم الكاثوليكي، فهل تنجح مدارسنا في تحقيق هذه المهمة؟
Comments
Post a Comment